فصل: الولايات على النواحي أيام المقتدر.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.الولايات على النواحي أيام المقتدر.

كان بأصبهان عبد الله بن إبراهيم المسمعي عاملا عليها خالف لأول ولاية المقتدر وجمع من الأكراد عشرة آلاف وأمر المقتدر بدرا الحمامي عامل أصبهان بالمسير إليه فسار إليه في خمسة آلاف من الجند وأرسل من يخوفه عاقبة المعصية فراجع الطاعة وسار إلى بغداد واستخلف على أصبهان وكان على اليمن المظفر بن هاج ففتح ما كان غلب عليه الحرثي باليمن وأخذ الحلتمي من أصحابه وكان على الموصل أبو الهيجاء بن حمدان وسار أخوه الحسين بن حمدان وأوقع بأعراب كلب وطيء وأسر سنة أربع وتسعين ثم سار إلى الأكراد المتغلبين على نواحى الموصل سنة خمس وتسعين فاستباحهم وهربوا إلى رؤوس الجبال وخرج بالحاج في سنة أربع وتسعين وصيف بن سوارتكين فحصره أعراب طيء بالقتال وأوقعهم فهزمهم ومضى إلى وجهه ثم أوقع بهم هنالك الحسن بن موسى فأثخن فيهم وكان على فارس سنة ست وتسعين اليشكري غلام عمرو بن الليث فلما تغلب وكان على الثغور الشامية أحمد بن كيغلغ في سنة سبع وتسعين ملك الليث فارس من يد اليشكرى ثم جاءه مؤنس فغلبه وأسره ورجع اليشكري إلى عمله كما مر في خبره وفي سنة ست وتسعين وصل ناسر موسى بن سامان وقلد ديار ربيعة وقد مر ذكره وفيها رجع الحسين بن حمدان من الخلاف وعقد له على قم وقاشان فسار إليها ونزل عنها العباس بن عمر الغنوي وفي سنة سبع وتسعين توفي عيسى النوشري عامل مصر وولى تكين الخادم وفي سنة ثمان وتسعين توفي منيح خادم الأفشين وهو عامل فارس وكان معه محمد بن جعفر الفريابي فماتا معا وولى على فارس عبد الله بن إبراهيم المسمعي وأضيفت إليه كرمان وفيها وليت أم موسى الهاشمية قهرمة دار المقتدر وكانت تؤدي الرسائل عن المقتدر وأمه إلى الوزراء وعن الوزراء إليهما وفي سنة تسع وتسعين كان على البصرة محمد بن إسحق بن كنداج وجاء إليه القرامطة فقاتلهم فهربوا وفي سنة ثلثمائة عزل عبد الله بن إبراهيم المسمعي عن فارس وكرمان ونقل إليها بدر الحمامي عامل أصبهان وولي على أصبهان علي بن وهشودان وفيها ولي بشير الأفشين طرسوس وفيها قلد أبو العباس بن المقتدر مصر والمغرب وهو ابن أربع سنين واستخلف له على مصر مؤنس المظفر وقلد معين الطولوني العونة بالموصل ثم عزل واستعمل مكانه نحرير الصغير وفيها خالف أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان بالموصل فسار إليه مؤنس وجاء به على الأمان ثم قلد الموصل سنة اثنتين وثلثمائة فاستخلف عليها وهو ببغداد ثم خالف أخوه الحسين سنة ثلثمائة وسار إليه مؤنس وجاء به أسيرا فحبس المقتدر على أبي الهيجاء وأخوته جميعا فحبسوا وفيها ولي الحسين بن محمد بن عينونة عامل الخراج والضياع بديار ربيعة بعد وفاة أبيه محمد بن أبي بكر وفي سنة أربع عزل علي بن وهشودان صاحب الحرب بأصبهان بمنافرة وقعت بينه وبين أحمد بن شاه صاحب الخراج وولى مكانه أحمد ابن مسرور البلخي وأقام ابن وهشودان بنواحي الجبل ثم تغلب يوسف بن أبي الساج عليها كما مر وسار إليه مؤنس سنة سبع فهزمه وأسره وولى على أصبهان وقم وقاشان وساوة أحمد بن علي بن صعلوك وعلى الري ودنباوند وقزوين وأبهر وزنجان علي بن وهشودان إستدعاه من الجبل فولاه ووثب به عمه أحمد بن مسافر صاحب الكرم فقتله بقزوين فاستعمل مكانه على الحرب وصيفا البكتمري وعلى الخراج محمد بن سليمان ثم سار أحمد بن صعلوك إليها فقتل محمد بن سليمان وطرد وصيفا ثم قاطع على الأعمال بمال معلوم كما مر وكان على أعمال سجستان كثير بن أحمد مهقور متغلبا عليها فسار إليه أبو الحمامي عامل فارس فخافه كثير وقاطع على البلاد وعقد له عليها وكان على كرمان سنة أربع وثلثمائة أبو زيد خالد بن محمد المارداني فانتقض وسار شيراز فقاتله بدر الحمامي وقتله وفي هذه السنة قلد مؤنس المظفر عند مسيره إلى الصائفة وانتهائه إلى الموصل فولوا على بلد باريدى وقردى سبكا المفلحي وعلى مدينة بلد وسنجار وباكرى عثمان العبودي صاحب الحرب بديار مصر فولى مكانه وصيف البكتمري فعجز عن القيام بها فعزل وولى مكانه جنا الصفواني وكان على البصرة في هذه السنة الحسن بن الخليل تولاها منذ سنين ووقعت فتن بينه وبين العامة من مضر وربيعة واتصلت وقتل منهم خلق ثم اضطروه إلى الإلتحاق بواسط فاستعمل عليها أبا دلف هاشم بن محمد الخزاعي ثم عزل لسنة وولى سبكا المفلحي نيابة عن شفيع المقتدري وفي سنة ست وثلثمائة عزل عن الشرطة نزار وجعل فيها نجيح الطولوني فأقام في الأرباع فقهاء يعمل أهل الشرطة بفتواهم فضعف الهبية بذلك وكثر اللصوص والعيارون وكسبت درو التجار واختطفت ثياب الناس وفي سنة سبع وثلثمائة ولي إبراهيم بن حمدان ديار ربيعة وولي بني بن قيس بلاد شهرزور واتسعت عليه فاستمد المقتدر وحاصرها ثم قلد الحرب بالموصل وأعمالها وكان على الموصل قبله محمد بن إسحق بن كنداج وكان قد سار لإصلاح البلاد فوقعت فتنة بالموصل فرجع إليها فمنعوه الدخول فحاصرهم وعزله المقتدر سنة ثلاث وثلثمائة وولى مكانه عبد الله بن محمد الغساني وفي سنة ثمان وثلثمائة ولى المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان على طريق خراسان والدرنور وفيها ولي على دقوقا وعكبرا وطريق الموصل بدرا الشرابي وفي سنة تسع ولي المقتدر على حرب المصول ومعونتها محمد بن نصر الحاجب فسار إليها وأوقع بالمخالفين من الأكراد المادرانية وفيها ولى داود بن حمدان على ديار ربيعة وفي سنة عشر عقد ليوسف بن أبي الساج على الري وقزوين وأبهر وزنجان وأذربيجان على تقدير العلوية كما مر وفيها قبض المقتدر على أم موسى القهرمانة لأنها كانت كثيرة المال وزوجت بنت أختها من بعض ولد المتوكل كان مرشحا للخلافة وكان محسنا فلما صاهرته أوسعت في الشوار واليسار والعرس وسعى بها إلى المقتدر أنه استخلصت القواد فقبض عليها وصادرها على أموال عظيمة وجواهر نفيسة وفيها قتل خليفة نصر بن محمد الحاجب بالموصل قتله العامة فجهز العساكر من بغداد وسار إليها وفي سنة إحدى عشرة ملك يوسف بن أبي الساج الري من يد أحمد بن علي صعلوك وقتله المقتدر وقد مر خبره وفيها ولى المقتدر بني بن قيس على حرب أصبهان وولى محمد بن بدر المعتضدي على فارس مكان ابنه بدر عندما هلك وفي سنة اثنتي عشرة ولى على أصبهان يحيى الطولوني وعلى المعاون والحرب بنهاوند سعيد بن حمدان وفيها توفي محمد بن نصر الحاجب صاحب الموصل وتوفي شفيع اللؤلؤي صاحب البريد فولي مكانه شفيع المقتدري وفي سنة ثلاث عشرة فتح إبراهيم المسمعي عامل فارس ناحية القفص من حدود كرمان وأسر منهم خمسة آلاف وكان في هذه السنة ولي على الموصل أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان وابنه ناصر الدولة خليفة فيها فأفسد الأكراد والعرب بأرض الموصل وطريق خراسان وكانت إليه فكتب إليه ابنه ناصر الدولة سنة أربع عشرة بالإنحدار إلى تكريت للقائه فجاءه في الحشد وأوقع بالعرب والأكراد الخلالية وحسم علتهم وفيها قلد المقتدر يوسف بن أبي الساج أعمال الشرق وعزل عن أذربيجان وولاه واسط وأمده بالسير إليها لحرب القرامطة وأقطعه همذان وساوة وقم وقاشان وماه البصرة وماه الكوفة وما سبذان للنفقة في الحرب وجعل على الري من أعماله نصر بن سامان فوليها وصار من عماله كما مر وفيها ولي أعمال الجزيرة والضياع بالموصل أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان وأضيف إليه باريدى وقردى وما إليهما وفيها قتل ابن أبي الساج كما مر وفي سنة خمس عشرة مات إبراهيم المسمعي بالنوبندجان وولى المقتدر على مكانه ياقوت وعلى كرمان أبا طاهر محمد بن عبد الصمد وفي سنة ست عشرة عزل أحمد بن نصر القسوري عن حجبة الخليفة ووليها ياقوت وهو على الحرب بفارس واستخلف عليها ابنه أبا الفتح المظفر وفيها ولي على الموصل وأعمالها يونس المؤنسي وكان على الحرب بالموصل ابن عبد الله بن حمدان وهو ناصر الدولة فغضب وعاد إلى الخلافة وقتل في تلك الفتنة نازوك وأقر على أعمال قردى وباريدى التي كانت بيد أبي الهيجاء ابنه ناصر الدولة الحسن وعلى أعمال الموصل نحريرا الصغير ثم ولى عليها سعيدا ونصرا ابني حمدان وهما أخوا أبي الهيجاء وولى ناصر الدولة على ديار ربيعة ونصيبين وسنجار والخابور ورأس عين وميافارقين من ديار بكر وأرزن على مقاطعة معلومة وفي سنة ثمان عشرة صرف ابنا رائق عن الشرطة ووليها أبو بكر محمد بن ياقوت عن الحجبة وقلد أعمال فارس وكرمان وقلد ابنه المظفر أصبهان وابنه أبا بكر محمدا سجستان وجعل مكان ياقوت وولده في الحجبة والشرطة إبراهيم ومحمد ابنا واثق فأقام ياقوت بشيراز وكان علي بن خلف بن طيان على الخوارج فتعاقدا على قطع الحمل عن المقتدر إلى أن ملك علي بن بويه بلاد فارس سنة ثلاث وعشرين وفي هذه السنة غلب مرداويج على أصبهان وهمذان والري وحلوان وقاطع عليها بمال معلوم وصارت في ولايته.